الثلاثاء، 14 يونيو 2011

لحظات جنون —غبار نجوم


ما الإنسان؟
مخلوقٌ عابرٌ بينَ ابَديَتَيّ عَدَم؟  وَمضَةُ ضوءٍ في دُجىً ودُخىً ما إن تنير حتى تستَتِر؟
وما ان يكون الإنسان متأكداً، جازماً في وجودهِ وحضورهِ، ما إن يتركَ إنطباعاً في الذكرياتِ ويترك بصمتهُ في نفوسِ مَن يحِب، حتى هناك عليه ان يختفي! أن ينطفئ ويَندَثِر... وبهَذِه السُرعة!

ما الإنسان؟
نُصف إلهٍ مَبتور! بَقيَة نجوم الطُمور!
الإنسان، بِضعَةُ النُجوم؛ سَليلُها في الأراضين؛ نور الثُريا في الثَرى. وُلِدنا يَوم ماتَت النُجوم، جُعِلنا كما جُعِلَت الأرضُ قبلنا، من النجوم...
مَن يَنفضُ غُبارَ الأيام عنا، بعدما بات غُبرُ الليلِ ليس بغابِرِ؟! أهذا وعدُه؟ الأحمق جَذِلُ، والفَطِنُ مَعذولُ!
الإنسان بقية النجوم؛ رُبَّ مهد في لحدٍ! كنا النجوم، ونحن غُبارَ النُجوم؛ هذه يدي كانت في الجوزاء، وتِلكَ في الميزان، ورأسي في القوس، وقلبيَّ المجرات تنبُضُ.

ما الله؟ أن لا تكون رَهينَ الأعظَم، بل طليقاً في الأصغَر، هذا الله!

نَبحَثُ عن الأبدية لأننا النجوم، نقارع روح الجاذبية بلا هوادة، بلا كَلَلٍ، وبَعدَ طاحنةٍ جَلَلٍ... نَنهَزِمُ!
لكن نمضي، كما لم نمضي، وإن راحَتْ راحَتُنا مِن راحَتِنا نمضي مع الكُلِّ، في الكُلِّ... وعند الطَودِ على الحافة، في منتصَف النهار، في الساعة التي يصبح فيها الإثنانُ واحداً؛ هناك حين تَخسَرُ الظهيرة حرَّها، ويَخرَسُ الرعدُ، ويصبح البحرُ سنابلَ جليد... هناك تكون القفزة، الطمور العظيم! نحو روح الجاذبية... وعنها!  من الثرى والى الثريا، مُهجَتي! صعودٌ في صعود!
عندها ستعود الذرات الى نفسها؛ أن تكون الذرات واحداً مع الكُل، تلك الأبدية.
عِندَها نَعودُ كَما كُنا... نجوم.

0 التعليقات:

إرسال تعليق