بعد ان كانت الكلمة كُن، واختلف القوم فيما بينهم، بين كافّين ونونّين، تشرذم بنو يُعرب وبنو عدنان، واصبح كلٌ يَعرب على هواه، ما بين ناطق لباطل لا يبغيه وصارخ لحقٍ لا يعنيه. فكانت لحظة جنون اهل مكة فيما بين شعابها، وباتت مكة ادرى بكل شيء الا بشعابها!
وهكذا قُلِبَت الصوَّر، وبات القوم كضفادع سبيري (Roger Sperry) فما هو في الأعلى يُنظَر اليه في الأسفل وما هو في الأسفل ينظر اليه في الأعلى. وذلك بقدرة عالمٍ يتعلم، وبعدما اديرت العين ثمانون ومئة درجة عن محورها، صار مليك القوم الأرعن واحمقهم الفطن، كقول ابي الطيب:
صار الخصيُّ إمام الآبقين بها | فالحر مستبعدٌ والعبد معبودُ |
وإن لجماعة ممن كانوا يتعثرون برجلٍ دون اخرى، امرٌ في صياغة جنون حل بالجنون، فأخذوا صنمهم المبارك واودعوه جزيرتهم، وحللوا الخمر وحرموا النبيذ والصلاة باتت اربع، والقبلة اورشليم والصوم خيران في الأراضين لا ثلاثون في الأقمار، ومن استسلم سَلَم ومن قاتل قٌتِل؛ واشركوا اولو العزم اذانهم، فأمَهُم آدم وادبرهم ابن الحنفية، والكُن صارت كان.
سنعود،
0 التعليقات:
إرسال تعليق