الثلاثاء، 14 يونيو 2011

لحظات جنون — الصاعقة


انه لأمر غريب، يحكم الهدوء على عرش الضجيج، وفي طفرة الظلماء ينبثق النور المنبئ بالحبور. هل صاحت رعاة القوم في الكتائب الصماء؟ أم أن امر ابن الأرض ان يستيقظ مع الفجر ونعيق الغراب؟ إن كان لا بد من قول فسطاط، فالكلام كل الكلام عند منتصف النهار! حينها الإثنان يضحون واحداً أحد، لا مشرقي ولا مغربي، لا مقبلاً ولا مدبراً، لا ماضياً ولا قادماً، بل الأن، الأن الأن... إنها صيحة الشمس في حلكة الفضاء...

الثلج كثيف، والبرد قارس، والغيوم متفرقة، والوحدة رهيبة! وفي نور الشمس تستوي كل الأشياء، فتستلقي الأفكار بهدوء قبل أن تتهاوى يكتنفها نور الرب... وفي خضم الهدوء ترتفع آيات الثبور، صاحية بقومٍ غيور، مستغيثة للحق المسجون، بأصوات الشجون، عندها تنصب الأشباح صباً، من على الجدران، وفي كل مكان، على العقول، وتتشظى الأفكار، دون معيار، وتسلب العقول الديار، فلا مأوى بعد الأن والطريق ليست طريق، والجبال منحدرات، والكون فراغ...
الكون والفراغ، حين يضحي الواحد اثنين، ولا صوت يُسمع سوى صوت القلب الممزق، يدق ناقوس صاعقة تبرق؛ الصاعقة التي جعلت الواحد اثنين، هي ذاتها من سيجعل الواحد جمعاً!
من قال أن الصاعقة لا تضرب مرتين؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق