الثلاثاء، 21 يونيو 2011

ماذا بقي من القرآن؟


ماذا بقي من القرآن؟


المتتبع للأوضاع في العالم العربي سيجد ظاهرة غريبة؛ لقد بدأ المشعوذون جدياً في العمل على منهج إختزالي (Reductionism) للقرآن والأحاديث، ذاك تيمناً بالعلوم المنطقية والطبيعية، ومجاراةً للعصر ومتطلباته؛ بعد ان كانوا من اشد المناوئين لأي تعديل في المنهج.



بدأ المشعوذون بإقتطاع الآيات الواحدة تلو الأخرى، حديث تلو الحديث، فما بقي سوى حديث:


“عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك رواه مسلم.”


“عليك والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك السمع والطاعة لولاة الأمور في المنشط والمكره في المنشط يعني الأمر الذي إذا أمروك به نشطت عليه لأنه يوافق هواك وفي المكره في الأمر الذي إذا أمروك به لم تكن نشيطا فيه لأنك نشيطا فيه لأنك تكرهه اسمع في هذا وهذا وفي العسر واليسر حتى إذا كنت غنيا فأمروك فاسمع ولا تستكبر لأنك غني وإذا كنت فقيرا فاسمع ولا تقل لا أسمع وهم أغنياء وأنا فقير اسمع وأطع في أي حال من الأحوال حتى في الأثرة يعني إذا استأثر ولاة الأمور على الناس فعليهم أيضا السمع والطاعة في غير معصية الله عز وجل فلو أن ولاة الأمور سكنوا القصور الفخمة وركبوا السيارات المريحة ولبسوا أحسن الثياب وتزوجوا وصار عندهم الإماء وتنعموا في الدنيا أكبر تنعم والناس سواهم في بؤس وشقاء وجوع فعليهم السمع والطاعة لأننا لنا شيء والولاة لهم شيء آخر فنحن علينا السمع والطاعة وعلى الولاة النصح لنا وأن يسيروا بنا على هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن لا نقول إذا استأثروا علينا وكانت لهم القصور الفخمة والسيارات المريحة والثياب الجميلة وما أشبه ذلك لا نقول والله ما يمكن أن نسمع وهم في قصورهم وسياراتهم ونحن في بؤس وحاجة والواحد منا لا يجد السكن وما أشبه ذلك هذا حرام علينا يجب أن نسمع ونطيع حتى في حال الأثرة وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام للأنصار رضي الله عنهم إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض يقول للأنصار ذلك منذ ألف وأربعمائة سنة من ذاك الوقت والولاة يستأثرون على الرعية ومع هذا يقول اصبروا حتى تلقوني على الحوض فليس استئثار ولاة الأمور بما يستأثرون به مانعا من السمع والطاعة لهم الواجب السمع والطاعة في كل ما أمروا به ما لم يأمروا بمعصية.”


ثم استهلوا عملهم على القرآن فقطعوه تقطيعاً الى ان بقي منه هذه الآية:


﴿ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَطِيعُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِيعُوا۟ ٱلرَّسُولَ وَأُو۟لِى ٱلْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَـٰزَعْتُمْ فِى شَىْءٍۢ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْءَاخِرِ ۚ ذَ‌ٰلِكَ خَيْرٌۭ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ (النساء:59)


لكن هذا ما كان كافياً فعمدوا الى الإختزال الممنهج فأصبحت الآية:


﴿ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَطِيعُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِيعُوا۟

ٱلرَّسُولَ وَ
أُو۟لِى ٱلْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَـٰزَعْتُمْ فِى شَىْءٍۢ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْءَاخِرِ ۚ ذَ‌ٰلِكَ خَيْرٌۭ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾

ثم بعد إختزال الرسول، اختزلوا الله اختزالا:


﴿ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَطِيعُوا۟

ٱللَّهَ
وَأَطِيعُوا۟ ٱلرَّسُولَ وَأُو۟لِى ٱلْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَـٰزَعْتُمْ فِى شَىْءٍۢ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْءَاخِرِ ۚ ذَ‌ٰلِكَ خَيْرٌۭ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾

فبات القرآن بعد التعديل والإختزال “العلمي” الممَنهَج مختصر على:
﴿ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَطِيعُوا۟ وَأَطِيعُوا۟ أُو۟لِى ٱلْأَمْرِ مِنكُمْ﴾

فعل الأمر “اطيعوا” جاء مرتين وبتتابع ذاك للتوكيد والتشديد عى الأمر—


في المحصلة بات “القرآن الكريم دين سلاطين العبيد”…
لي عودة بإذن قُزَّح —الإله الوثني الوحيد المتبقي في مفردات العربية البوست-جاهيلية (Post-Jahilism)…

0 التعليقات:

إرسال تعليق