الثلاثاء، 14 يونيو 2011

لحظات جنون — الخضر


يقال ان رجلاً اختلف مع اخر بخصوص ماهيات الأمور وفصول الكلمات واحرف الكمال، فتجادلا، فأعرض الأول وذهب، لكن في طريقه الى منزله التقى بشخص عاتبه على فِعلَته، طالباً منه العودة الى صاحبه والإعتذار عما جرى بينهما، مُنبهاً إياه، انه إنما صاحبه ذو علمٍ ومعرفة وحكمة والأجدر به ان يعتمد على حكمة الشيخ لا المجادلة للمجادلة. فحمل الرجل نفسه وعاد ادراجه لمنزل الشيخ واعتذر عن خطأه، وسأله عمن يكون ذاك الرجل الذي التقاه، فأجابه الشيخ: "والله ذاك كان الخُضرُ معاتباً!"... فعرف صاحبنا بأن شكه كان في محله وذاك الرجل بالفعل كان الخُضر...
ومرت السنون والقى الرجل بفصوص حِكَمِه بعدما فَتَحَ مكة على مصراعيها، ولازال اناس لغاية الأن يستحلفون ويتبركون بلقاء صاحبنا والخضر...
لكن ما يَجدُر الإشارة اليه هو بأن رهطٌ من الناس قد التقوا الخُضرَ في يوم من الأيام؛ بعض الناس تلتقيه كل يوم، والبعض الأخر لم يراه في حياته ويبدو بأنهم لن يروه ابداً... الغريب في الأمر أن الخضر لا يأتي الا لمن عَزَل نفسه عن العالم؛ يبدو ان الخضر يعشق من انشغل بنفسه وبتفسير ما يجري حوله.
سنعود،

0 التعليقات:

إرسال تعليق